العالم يأتي إلى نيلسون مانديلا باي تحولت الإثارة إلى حقيقة لأهل نيلسون مانديلا باي/بورت إليزابيث وأتى العالم كله إلى عتبة دارهم.
فعلى الرغم من اسمها الذي يرمز إلى أول رئيس لجنوب أفريقيا منتخب ديموقراطيا ورمز السلام العالمي، غالبا ما تفوت نيلسون مانديلا باي التي تضم بورت إليزابيث والمناطق المحيطة، الأحداث العالمية التي تتجه عادة إلى مدن أخرى مثل كايب تاون وجوهانسبرج، لكن هذا الواقع يتغير بسبب كأس العالم 2010 FIFA.
هكذا، تقاطر عشرات آلاف الزوار الأجانب إلى "المدينة الودودة" لمشاهدة واحدة من ثماني مباريات تقام في ملعب نيلسون مانديلا باي، وعلى الرغم من قوة الروابط التاريخية للمدينة مع دول أوروبية مثل ألمانيا وإنجلترا، فإن ثمة دولاً أخرى كثيرة تتذوق حسن الضيافة الذي تتميز بها نيلسون مانديلا باي المعروفة بـ "المدينة الودودة".
وصل سيسيل رودريجز وإبنه خوان من مونتيفيديو عاصمة أوروجواي قبل يومين إلى جوهانسبرج وتوجها لرؤية منتخب بلادهما يواجه منتخب كوريا الجنوبية في المدينة، وأكد الإثنان إن التجربة كانت "رائعة".
وقال خوان الذي أتى إلى جنوب أفريقيا احتفالاً بعيد ميلاده السادس عشر: "هذه أفضل هدية عيد ميلاد يمكن أن يطلبها أحد".
وأضاف: "عندما أفكر في جنوب أفريقيا أفكر في كايب تاون أو جوهانسبرج، لم أكن حتى أعلم بوجود بورت إليزابيث حتى فترة قريبة، لكن هذا المكان سيبقى في ذاكرتي إلى الأبد".
وقال والده رجل الأعمال سيسيل (55 عاماً): " لم نسمع بنيلسون مانديلا باي من قبل، ولكن كان علينا أن نأتي إلى هنا لأن فريقنا كان يلعب في المدينة، والآن بعدما رأينا الشواطئ الجميلة وأسلوب الحياة المريح سوف نعود حتما، سأحضر زوجتي وإبنتي لرؤية هذه المدينة الجميلة".
انتهت المباراة بفوز أوروجواي على كوريا الجنوبية 2-1، لكن الأثر الذي تركته المدينة في نفوس جميع المشجعين لا ينتهي.
قال رجل الأعمال الكوري الجنوبي جونج هين كيم (33 عاما) القادم من سيئول، إنه تمتع بالجمال الطبيعي الأصيل الذي تملكه المدينة، وقال: "ذهبت بالطبع إلى حديقة آدّو الوطنية للأفيال وقمت بجولات سياحية في الكايب الشرقية، لكن مجرد السير على الشواطئ النظيفة والجميلة والنظر إلى ألوان البحر المتبدّلة والمحار وبلح البحر على الصخور، هما من الأشياء البسيطة التي أحببتها في بورت إليزابيث، وسيحفظ الكوريون الجنوبيون على الدوام مكانا خاصا في قلوبهم وذاكرتهم لنيلسون مانديلا باي".
من جهته، يؤكد عمدة نيلسون مانديلا باي زانوكسولو واييلي أن الدورة حققت الكثير للمدينة، وقد عبّر عن ذلك بقوله: "نحن سعداء جدا بما حصل حتى الآن، لم أتلق أي شكوى من أحد في المدينة، الكل سعداء وكان النجاح كبيرا، هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها المدينة دورة بهذا الحجم وقد تمكنّا من أن نكون في المستوى المطلوب من حيث النقل وتوفير أماكن الإقامة والتنظيم".
وحث واييلي جميع الذين زاروا المدينة على إخبار أصدقائهم وأهلهم عن تجاربهم فيها عندما يعودون إلى ديارهم، وقال: "كانت هناك تقارير سلبية كثيرة عن جنوب أفريقيا في ما يخص الجريمة والبنية التحتية، لكنهم يعرفون الآن أننا أثبتنا قدراتنا، على الرغم من أننا دولة نامية وناشئة تمكنّا من إحتضان دورة ناجحة، وتشهد على ذلك نوعية الخدمات والضيافة التي تلقوها، نودّ أن نقول لهم إن عليهم أن يعودوا ويكونوا سفراء لمدينتنا ولبلادنا، ونريد أن نرحب بعودتهم إلى بلادنا في أي وقت وفي أي موسم يشاؤون ليزوروا شواطئنا الجميلة والمناطق المجاورة".