ودع الهلال بطولة الاندية الافريقية الابطال (نظريا) بعد خسارته الثقيلة من ضيفه مازيمبي الكنغولي ٢/٥ في المباراة التي جمعتهما امس ضمن جولة الذهاب في نصف النهائي وذلك في مشهد مأساوي لم يكن في الحسبان.. وبدات الاحداث المثيرة منذ الدقائق الاولي من عمر المباراة التي استضافها استاد الهلال بام درمان وسط حشود جماهيرية هائلة ضاقت بها المدرجات حضرت منذ وقت مبكر لمؤازرة الفريق والوقوف بجانبه في اهم مبارياته في بطولة الابطال تحمل معها الاعلام والطبول وطموحات كبيرة لبلوغ المباراة النهائية للمرة الاولي في تاريخ النادي بالشكل الجديد لبطولة الاندية الافريقية الابطال ونجح الهلال في الدقيقة الثانية من عمر الشوط الاول في الوصول الي
المرمي الكنغولي في اشارة وبشارة لانتصار هلالي عريض توقعته الجماهير التي احتشدت من كل مكان لكن جاء الرد سريعا من مازيمبي الخطير حيث تمكن من ادراك التعادل بعد دقيقتين فقط من هدف الهلال الذي سجله باري ديمبا وسيطر الفريق الكنغولي علي مجريات اللعب في مشهد مخيف وهدد مرمي الهلال بهجمات متتالية وطلعات خطيرة في الجهة التي يلعب فيها اسامه التعاون وقد ركز الفريق الكنغولي علي هذه الجهة بشكل كبير وبني عليها هجماته.... وتعرض دفاع الهلال لامتحان عسير في الدقائق الاولي من عمر الشوط الاول .. وحاول هيثم مصطفي ان يكسر حدة الهجمات المتتالية بتمريرات طويلة للخطوط الامامية التي لعب فيها الزيمبابوي ساودومبا ومن خلفه الكنغولي امبيلي ولم تكن الهجمات بالشكل المطلوب وتكسرت تحت اقدام مدافعي مازيمبي وحارسه البهلواني.. وحدث تحول مثير قبل ان تمضي ثلث الساعة من عمر شوط المباراة الاول عندما انقطع التيار الكهربائي عن الاستاد وتوقفت المباراة لاكثر من عشرين دقيقة وظل الجميع في حالة ترقب وانتظار وبدا الحديث عن الشكل القانوني المتبع في مثل هذه الحالات وهل ستعاد المباراة في اليوم الثاني عصرا ام يعتبر الهلال مهزوما ووسط هذه الاجواء والنقاشات عاد التيار الكهربائي من جديد واستأنف اللعب بصافرة الحكم المالي كومون كولبالي وانتظمت العاب الهلال بشكل افضل من بداية اللقاء وبدا الفريق يبني في هجماته بصورة سليمة عن طريق هيثم مصطفي في وسط الملعب وانطلاقات سادومبا وتمريراته العكسية داخل منطقة الجزاء وتكشفت الثغرات في خط الدفاع الكنغولي بعد انتظام العاب الهلال ومن طلعة منظمة للهلال داخل منطقة جزاء الفريق الكنغولي احتسب الحكم المالي كولبالي ركلة جزاء للهلال تصدي لها قائد الفريق هيثم مصطفي وسجل الهدف الثاني لتشتعل المدرجات بالهتاف والتصفيق الحار ويعود الهلال لاجواء المباراة من جديد بعد ان تعرض لضغط عنيف من ضيفه الشرس مازيمبي القوي جدا كما اطلق عليه التوانسة.. ولكن لم تمض سوى دقائق معدودات بعد هدف الهلال الثاني وعاد مازيمبي للمناورة من جديد وهدد مرمي الهلال بطلعات متتالية من صناعة النجم الخطير مابي موبوتو وادرك مازيمبي التعادل من خطأ لكابوندي الذي لم يحسن التغطية ليعود الهلال من جديد للمربع الاول ويحاول جاهدا الوصول لمرمي الفريق الزامبي لتحسين النتيجة لكن لم تسفر كل الهجمات الهلالية عن شئ فقد تاثر الفريق كثيرا بالهدف الثاني للفريق الكنغولي بل كان مازيمبي الاقرب لاحراز الهدف الثالث في شوط المباراة الاول الذي انتهي بتعادل الفريقين بهدفين لكل فريق..
وجاء شوط المباراة الثاني قويا ومثيرا منذ بدايته وانتظمت العاب الهلال في الدقائق الاولي وبدا الفريق يحتفظ بالكرة ويمرر بسهولة ويسر داخل المنطقة الخاصة للفريق الكنغولي خاصة بعد التعديلات التي اجراها البرازيلي كامبوس بديلا للكنغولي امبيلي.. وظهرت ملامح الهلال بشكل افضل لكن انعكست الصورة بعد دقائق قليلة حيث عاد مازيمبي المرعب للمناورة من جديد وبدا يهدد مرمي الهلال بشكل مخيف ونجح هذا الفريق الذي يمتاز والسرعة والانتشار في السيطرة علي مجريات اللعب تماما وتحكم في منطقة المناورة وبناء الهجمات بينما تاه الهلال تماما وتباعدت خطوطه واعتمد علي اجتهادات اللاعبين واستفاد مازيمبي من هذا الوضع الغريب ونجح في اضافة الهدف الثالث وسط دهشة الجماهير وذهولها حيث لم يصدق احد ان هذه المباراة مقامة باستاد الهلال بام درمان في مقبرة الابطال وتاثر لاعبو الهلال كثيرا بهذا الهدف واتضح ذلك في ردة الفعل من لاعبيه حيث كانت الهجمات خجولة نحو مرمي الحارس الكنغولي البهلواني وحتي كاريكا الذي دخل بديلا لامبيلي لم يستفد من الفرص التي وجدها داخل منطقة الجزاء فقد كان يحاول الوصول للمرمي وادراك التعادل لكن بدون تركيز ، وتكشفت ثغرات الهلال بشكل اكبر مما كانت عليه في شوط المباراة الاول في الجزء الاخير من عمر الشوط الثاني.. وفشل الفريق في تنظيم العابه ومباغتة الفريق الكنغولي بهدف التعادل وتمر الدقائق سريعة ويسيطر الفريق الكنغولي بصورة اكبر مما كانت عليه ويتقدم اللاعب الخطير موبوتو لمنطقة جزاء الهلال وينفرد بالحارس المعز قبل ان يتعرض للعرقلة ولم يتردد الحكم المالي في احتساب ركلة جزاء لتؤزم الامور بشكل افظع وسجل الفريق الكنغولي هدفه الرابع ولم يصب هذا الهدف لاعبي الهلال فقط بل اصاب كل الجماهير في المدرجات وكل الذين تابعوا المباراة بشاشات التلفزيون في يوم امس العصيب الذي انقطع فيه التيار الكهربائي عن العاصمة لفترة طويلة عن الزمن.. وبحث الجميع عن مكان يشاهدون فيه الهلال ليستمتعوا بالعرض ويفرحوا بالنتيجة لكن كانت الصدمة عنيفة للغاية بعد ان سجل مازيمبي هدفه الرابع ولم يتوقف الامر عند هذا الحد ليطلق مازيمبي صاروخا من مسافة ٠٥ ياردة لتسكن الكرة مرمي المعز محجوب هدفا خامسا لفريق مازيمبي ليكتب اكبر هزيمة للهلال علي ملعبه ووسط جماهيره خلال السنوات الماضية بل اسوأ نتيجة يتعرض لها الفريق منذ ان عرف المشاركة في مسابقة الاندية الافريقية الابطال التي صال وجال فيها وحقق اروع النتائج لثلاثة مواسم متتالية لتجئ النهاية المأساوية في بطولة الابطال هذا الموسم علي يد فريق مازيمبي الكنغولي المرشح الاول للقب البطولة هذا الموسم.. انتهت المباراة بفوز مازيمبي علي الهلال بخمسة اهداف مقابل هدفين.. وبهذه النتيجة يضع مازيمبي اقدامه في المباراة النهائية ويحتاج الهلال لمعجزة كروية لتعويض هذه الخسارة الثقيلة واصبح مطالبا بالفوز علي مازيمبي في لوممابشي باربعة اهداف نظيفة..