عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضواً معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتدي المبرمج السوداني
سنتشرف بتسجيلك
شكرا جزيلاً

ادارة منتديات المبرمج السوداني

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضواً معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتدي المبرمج السوداني
سنتشرف بتسجيلك
شكرا جزيلاً

ادارة منتديات المبرمج السوداني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المبرمج السوداني
 
التسجيلالرئيسيةأحدث الصوردخول

 

 موعد لم يكتمل

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زهرة المنتديات
مرشح للاشراف
مرشح للاشراف
زهرة المنتديات


انثى
عدد الرسائل : 103
العمر : 40
نقاط : 99
تاريخ التسجيل : 16/08/2008

موعد لم يكتمل Empty
مُساهمةموضوع: موعد لم يكتمل   موعد لم يكتمل Emptyالأحد أغسطس 17, 2008 6:02 am


تميد الأرض تحت قدميه، وهو يجتاز الأرصفة التي تقوده من شارع إلى آخر، منتظراً موعداً نبهته إليه خواطره الداخلية، إن شيئاً غير متوقع سيحدث لـه، بعد سنوات انتظار يحدث ما لم يكن متوقعاً، امرأة تفرش له حضنها وتمد لـه أيامها، تخرجه من يباس سنوات عمره المديدة، تبهره تجعله متيقظاً يملي عليها شروط صبره الطويل، يتربع جمالها أمام عينيه، يروي لها حكاياته التي خبأها طويلاً لسعته حرارة الشمس، إنه آب... أخرج منديلاً توقف لحظات... ها هو سبيل بجانب بقالية العناية، قرأ الفاتحة على روح صاحب السبيل، بلل المنديل، وضعه على رأسه، شعر بالارتياح برودة جلدة رأسه التي غادرها الشعر أعادت إليه بعضاً من توازنه الفكري!!! مد خطواته من جديد، حدق بالوجوه التي تعبر بمحاذاته وهي ترمقه بنظراتها فيها شيء من الريبة والحذر تلمس تجاعيد وجهه... يديه... ساقيه كل ما فيه معافى!! إذاً لم هذه النظرات الفاحصة؟ كأنه مجرد بقايا رجل مهمل على قارعة الرصيف... تنبه لنفسه إنه يقف بجانب بقايا غصن شجرة طري، كسرته أيادٍ عابثة!! سأل نفسه: ربما يقارنون بيني وبين بقايا جذع هذه الشجرة.. التي جردها الخريف من أوراقها؟ ثم جردتها الأيادي العابثة بالاخضرار تخرجها من الحياة.. وغداً يأتي من يجعل منها حطباً أو كرسياً أو... وتساءل!! معقول؟ أحس بنبض قلبه القوي... لا... لم أزل أملك قوة الرجال ولست مجرد رجل ينتظر ساعة النهاية...؟
هاتف من داخله قهره بأسئلة جارحة؟ أي موعد وأي امرأة أيها الرجل وأنت أصبحت على كتف التقاعد... أتدري ماذا يعني... مت... قاعداً... وحيداً تنزوي بين جدران صماء... تلفك أحزانك تأخذك خطواتك حيث لا تنتهي الأشياء... يحاصرك الخريف أينما حللت تغادرك اللحظات الجميلة، مت... قاعداً... تلمّس جمر داخلك... إنك تتوهم مواعيدك المؤجلة، وتعلن أوقاتاً من فراغ عمرك وأيامك الباقية، وأنت تزرع خطواتك على هذه الأرصفة!! كأن عصاً غليظةً انهالت عليه ضرباً، أولجته ذاكرته إلى حديثٍ صباحي مع صديقه ساعي البريد المتقاعد...
قال لـه أبو خلدون: كنتُ يا أبا سعيد أركب دراجتي كل صباح ألملم من صناديق البريد أكواماً من الرسائل والبطاقات وأنا أنتقل بسعادة بين شوارع المدينة، أوزع الرسائل على عناوين مفهومة وعناوين غير مفهومة، كأني أعيش لحظات الناس... أشاركهم حياتهم... فرحاً وحزناً... فكم تعذبت إلا أنها عذابات فرحة وأنا أحمل في الصباحات الفرح لوجوه لا أعرفها، وكم أشرقت صباحات أناس بالندى، وكم حملتُ دون أن أدري المآسي لأناس لا أعرفهم، رأيت الدموع في عيونهم وأنا أنقل أخبار الفواجع ولا أعود إلا في المساء متعباً أرمي بجسدي المتعب فوق سريري وحيداً بين أربعة جدران، لقد سرق الموت مني زوجتي مبكراً، ورحل أولادي كل إلى عمله، ضحك أبو خلدون بمرارة وتمتم بصوت لم يكد يسمعه أبو سعيد: تصور عشرات السنوات وأنا أنقل الرسائل، توقف لحظة مسح دمعة ساخنة خبأها عن أبي سعيد وأنا لم أتلق أي رسالة بحياتي، كم كتبتُ الرسائل إلى عناوين أولادي، إلا أن رياح الزمن حملتها بلا رجعة، وها أنا أنتظر موعدي مع تلك الحفرة التي تنتظرني في مكان مجهول... تنهد أبو خلدون... انعكاس أشعة الشمس على صلعته جعلت المنديل يجف، تنبه من شروده، عاد إلى السبيل بلل المنديل من جديد ووضعه على رأسه!! عرفت الآن السر.. مت... قاعداً... بقي أن تموت وحيداً لا أحد يعلم عنك شيئاً... كأننا نذرنا عمرنا بلا مقابل... لهذا أنا أتجاوز الخوف أقفز للآتي... أتمسك بالحياة رغم مرارتها... حدق بالساعة لقد مر الوقت مسرعاً، إذا لن تأتي... لماذا قالت لي: إني قادمة إليك أيها الرجل انتظرني..؟ أنا بقاياك وأعطتني هذا العنوان ورقم الرصيف الذي سنلتقي عليه، أخرج مجموعة أوراقٍ من جيبه، قرأ العنوان وأعادها إلى جيبه تذكر كلماتها... أنا سأملأ فراغ حياتك وأروي يباس داخلك، وسأعوضك عن عذابات الزمن وأكون دفء صقيع لياليك أيها الرجل الطيب لن أسمح للموت... قاعداً يصل إليك... إني أزرع في صدري نبتاً لنحيا من جديد. قالت له بلهفة: قد يكون الموت قاسياً لأنه يجعل الفراق الأبدي حداً للأحبة ويدفع الآخر للفراغ القاتل!! إلا أنك أيها الرجل أعدت لي نسغ الحياة، وجعلتني أتعلق بالحياة أكثر، أنا قادمة أيها الرجل انتظرني... خيالاته أخذته بعيداً... مد يده لامس طراوة يدها، سحبها وسارا تحت نتف قطع الثلج الباردة حتى احمر خدّاهما، دارت بينهما لحظات همس ونجوى حميمية، وجرى حوار دافئ بينهما حتى نسيا نفسيهما... مال برأسه نحوها.. نهرته بلطف: لقد تجاوزت الخمسين أيها الرجل، ونحن في الشارع أمام أعين الناس... حدق بوجهها أخاف أن يسرقك الزمن مني ثانية وأعود لوحدي... ضحكت قائلة: معك حق... علينا أن نبدأ باللحظة وبالوقت الذي نريده ليكون البدء قبل أن يخذلنا القطار... ويضعنا في محطة غير متوقعة، هيا أيها الرجل... اشتر شموعاً بعدد السنين التي خذلتنا ولم نلتق فيها، كاد أن يقع على الأرض... ولم يصدق ما سمعه، أعيدي ما قلتِ لم يكن يحلم يوماً بأكثر من حضن دافئ ووجه امرأة تدفئ سريره البارد في غرفته الرطبة، لقد جعلته هذه السيدة يخرج من عاداته اليومية بالذهاب إلى المقهى وانتظار المساء ليعود إلى فراشه البارد وأرقه اليومي!!! قال لها بلهفة وتفاؤل: إنك مطر أنشودتي الصباحية، ما زلت معلقاً على نغمات صوتك العذب، منذ طفولتي وأنا أتلظى خلف عذوبة الصوت وها أنا وجدته... فجأة أحس بصدمة كادت توقعه على الأرض... التفت إليه شاب في مقتبل العمر: عفواً يا عم... لا عليك نفض الغبار عن ثيابه الرثة، وهو يسند قامته المترنحة وتابع خطواته... إنها لن تأتي...!! لقد سمع آذان العصر... لو أرادت القدوم لما بقيت حتى الآن، أخرج الورقة من جيبه قرأ العنوان، عليّ أنا أن أمشي إليها لأعرف ما هو السر في عدم حضورها، أسرع خطواته لملم المنديل عن رأسه ووضعه في جيبه، أدى به الرصيف إلى نهاية حارة ضيقة، توقف أمام الباب، تحجرت عيناه، مجموعة من النسوة يرتدين الأسود وأطفال صغار يوزعون أوراقاً تشبه النعوة... وأحس بثقل قدميه... اقترب ببطء... سمع صوت تراتيل قرآنية من داخل البيت، شعر بوخز آلم داخله... اقترب الوخز من صدره، من قلبه، حاول أن يصرخ أن يسأل عنها... وقع على الأرض بلا حراك وما زالت الورقة بيده...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
walid
المشرف العام
المشرف العام
walid


ذكر
عدد الرسائل : 243
العمر : 41
الاوسمة : الادارة
نقاط : 171
تاريخ التسجيل : 03/06/2008

موعد لم يكتمل Empty
مُساهمةموضوع: رد: موعد لم يكتمل   موعد لم يكتمل Emptyالجمعة سبتمبر 19, 2008 8:29 am


مشاركة مميزة
موعد لم يكتمل 4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sudan.alafdal.net
NaNa
مبرمج نشيط
مبرمج نشيط
NaNa


انثى
عدد الرسائل : 49
العمر : 40
نقاط : 41
تاريخ التسجيل : 10/10/2008

موعد لم يكتمل Empty
مُساهمةموضوع: رد: موعد لم يكتمل   موعد لم يكتمل Emptyالجمعة أكتوبر 10, 2008 9:32 pm

موعد لم يكتمل 352-Thanks
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موعد لم يكتمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: •·.·´¯`·.·• القسم الادبي •·.·´¯`·.·• :: منتدى القصص و الروايات-
انتقل الى: